ليبيا : الخوف من القاعدة أم من الإسلاميين التفاصيل من هنا

مقاتلون ليبيون
القائد العسكري في المجلس الانتقالي ينفي وجود أعضاء من تنظيم القاعدة بين قواته
على طول جبهات القتال في ليبيا، تلتقي مقاتلين إسلاميين "ثوار"، أطلقوا لحاهم حسب السنة النبوية، وجوههم شاحبة من حرارة الشمس، وغبار الصحراء بان على بشرتهم.
في أوقات الصلاة يصطفون جماعات لأداء فريضتها، بعضهم يحرس إلى حين إنهاء المجموعة الأخرى وهكذا، بما يعرف بصلاة القتال. إنهم إسلاميو ليبيا، فعدد كبير منهم يتوزعون على جبهات القتال، بانتظار الفرصة للإطاحة بنظام الزعيم الليبي معمر القذافي.
ليس كل الثوار إسلاميون، لكن العديد منهم أصبح متدينا بعد خوض ما وصفوه بـ"معارك الموت" وانضمام عدد كبير من المواطنيين العاديين للثوار الذي يشكل الإسلاميون جزء لا يستهان به منهم، فهم يخشون لقاء الله دون أداء الفرائض والواجبات الدينية، باعتبار الموت ماثلا لهم بالعيان.
وترى مشاهد التدين واضحة عليهم في زيارة الجبهات، بعضهم يتوضأ وآخر يسبح في مسبحة وآخر يضع مسواكا في فمه، وهناك من يقرأ القرآن.
هذه المظاهر الإسلامية العديدة تجدها على جبهات القتال من بنغازي إلى أجدابيا والبريقة فالعقيلة لرأس لانوف للنوفلية، منهم من يتبع جماعة الإخوان المسلمين أو الجماعة الإسلامية المسلحة وآخرون قد يكونون مقربين من تنظيم القاعدة أو على أقل تقدير يجدون القاعدة مثالا يحتذى.
في مقابلة تلفزيونية نفى القائد العسكري في ليبيا الجديدة ووزير الدفاع الليبي السابق "خليفة حفتر" والذي عاش فترة طويلة في الولايات المتحدة الأمريكية، بأن يكون بين الثوار من هم في تنظيم القاعدة ، لكنه أكد وجود متطرفين بينهم، وأن هؤلاء مصدر قلق لليبيا الجديدة.

دور سياسي

لكن الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري أحمد باني تحفظ على حديث حفتر واعتبر تشدد "الثوار" أو تطرفهم في سياق رفضهم لحكم العقيد معمر القذافي.
واستطلعت بي بي سي رأي بعض القادة الميدانيين، والتقت ضابط برتبة عقيد في الجيش الليبي السابق، وأحد قادة الثوار حاليا فقال " الإسلاميون أثبتوا أنفسهم في المعارك أفضل ممن هم في الجيش الليبي المنشق عن نظام القذافي في هذه الحرب".
العقيد الذي فضل عدم الظهور تلفزيونيا عند سؤاله إن كان الإسلاميون يشكلون عبئا عليهم كما يلمح بعض القيادات العليا في ليبيا الجديدة، أكد عدم اهتمامهم لما يقوله الجالسون في طرابلس أو بنغازي، رافضا أن تكون قواته تحت سيطرة المجلس الانتقالي، وأضاف "الجيش والثوار تحت مسمى قوات تحرير والمجلس الإنتقالي دوره سياسي فقط ولا يعنينا الكثير".
ومع أن عددا كبيرا من الثوار وأفراد الجيش السابق، يضعون ثقتهم برئيس المجلس الوطني الإنتقالي مصطفى عبد الجليل، كضامن لاحترام حقوق الإنسان والعدالة في ليبيا الجديدة تكون صناديق الاقتراع الحكم في بناء ليبيا ما بعد القذافي.
وفي إحدى التغطيات الصحفية قال مرافق أمني لشخصية عسكرية ليبية لمصور لبي بي سي إن ليبيا الجديدة لن تقبل بهؤلاء "الإسلاميين" بعد التحرير.
لكن التركيبة العشائرية في ليبيا قد تساهم بشكل كبير على توحيد الإسلاميين والليبراليين على هدف واحد تكون صناديق الإقتراع هي الحكم بينهما، مالم يوعز خارجيا بتصفية أحدهما أو على أقل تقدير التضييق على الحلقة الأضعف بمساعدة خارجيا.
فمثال الجزائر حاضر في بداية التسعينيات مع التجربة الديمقراطية، كما أن العراق الجديد شهد فور ورود أنباء عن سقوط بغداد، غارة من قبل القوات الأمريكية على معسكر لجند الإسلام في كردستان التي حاربت منذ نشأتها قوات حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
وخرج عدد كبير من هؤلاء الإسلاميين من سجون القذافي بفضل الثورة الليبية، بعد قضائهم سنوات في السجن.
والتحق أغلبهم للقتال مع الثوار ضد القذافي فور خروجهم، وقد يكون التخلص منهم قطف مبكر لثمار الثورة، خاصة بعد أن أبلوا بلاء حسنا في قتال قوات القذافي، بل إن الوضع الليبي لا ينبأ باستقرار ما بعد القذافي ، إن تم التضييق عليهم، فتجربة الاحتواء قد تكون الأنجح حتى قبل تضع الحرب أوزارها.