مقتل 7 اسرائيليين وجرح العشرات بعملية نوعية في إيلات

مقتل 7 اسرائيليين وجرح العشرات بعملية نوعية في إيلات
تل ابيب ترد بقصف لغزة اوقع 6 شهداء.. ومصر تغلق المعبر اطلاق نار عند الحدود المصرية.. وحماس نفت اي صلة.. وإسرائيل تلقت تحذيرا اردنيا من هجوم
2011-08-18


غزة ـ الناصرة ـ 'القدس العربي' من اشرف الهور وزهير اندراوس:
شهد قطاع غزة تصعيدا جديدا امس حيث أعلنت مصادر طبية فلسطينية ان'ستة فلسطينيين'على الأقل استشهدوا'وأصيب عدد آخر في قصف اسرائيلي استهدف احد المنازل بحي شعت غربي مدينة رفح، وذلك بعد ساعات من مقتل سبعة اسرائيليين في جنوب اسرائيل في ثلاثة هجمات على امتداد الحدود مع مصر، مما جلب اتهامات اسرائيلية بأن ناشطين من غزة هم المسؤولون وان الحكام الجدد في مصر يفقدون قبضتهم على الحدود.
وقالت المصادر'ان من بين الشهداء في قطاع غزة قائد لجان المقاومة الشعبية كمال النيرب 'ابو عوض'.
واضافت المصادر ان'من بين الشهداء ايضا صاحب المنزل خالد شعث المعروف بانتمائه الى الوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية في فلسطين. وجاء الهجوم الاسرائيلي على غزة عقب'ثلاثة هجمات منفصلة وقعت الخميس في منطقة ايلات، جنوبي اسرائيل.
وقتل مسلحون سبعة أشخاص في جنوب اسرائيل الخميس في ثلاث هجمات على امتداد الحدود مع مصر مما جلب اتهامات اسرائيلية بأن ناشطين من غزة هم المسؤولون وان الحكام الجدد في مصر يفقدون قبضتهم على الحدود.
وزعمت اسرائيل ان المهاجمين تسللوا من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس عن طريق صحراء سيناء المصرية رغم تكثيف الجهود من جانب قوات الامن المصرية في الايام الاخيرة للسيطرة على الفلسطينيين والراديكاليين الاسلاميين.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان 'هذا حادث خطير أضر باسرائيليين وبالسيادة الاسرائيلية. سترد اسرائيل وفقا لذلك'.
وقالت مصادر أمن مصرية انه من غير المرجح ان يكون المسلحون جاءوا من الاراضي المصرية حيث لم ترصد دوريات الحدود أي 'تحركات مريبة'.
وقال الجيش الاسرائيلي إن الهجمات التي وقعت على الطريق السريع 12 بدأت عندما 'أطلق إرهابيون النار على حافلة كانت في طريقها إلى (مدينة) إيلات ثم أطلقوا صاروخا مضادا للدبابات على عربة أخرى. وانفجرت عبوة ناسفة في دورية عسكرية في الوقت نفسه'.
وقال سائق الحافلة بيني بيلباسكي للاذاعة الاسرائيلية 'رأيت رجلين في زي عسكري يطلقان النار علي.. رأيت مصابين على متن الحافلة لكنني استمررت في القيادة ناظرا أمامي ولم التفت إلى اليمين أو اليسار، وبعد أن بعدت مسافة كيلومتر عن المنطقة وأصبحنا خارج مرمى النار تفقدنا المصابين'.
وأعلنت خدمة الاسعاف الاسرائيلية ماجن ديفيد ادوم مقتل سبعة أشخاص على طول الطريق الذي يبعد أمتارا عن الحدود مع مصر. وذكر الجيش أن عدد الجرحى يقدر بنحو 25.
واستدعيت قوات خاصة إسرائيلية واشتبكت مع المسلحين بينما أغلقت الشرطة والجيش الطرق المحيطة بإيلات.
ونفت حماس الخميس مسؤوليتها عن سلسلة الهجمات التي استهدفت حافلتين جنوبي اسرائيل وادت الى مقتل سبعة من منفذي الهجوم اضافة الى مقتل سبعة اسرائيليين، محذرة في الوقت ذاته من الرد الاسرائيلي على قطاع غزة.
وقال طاهر النونو المتحدث باسم حكومة حماس ان 'الحكومة الفلسطينية تنفي الاتهامات الاسرائيلية على لسان (وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود) باراك حول العملية التي وقعت في ايلات وتؤكد ان لا علاقة لقطاع غزة بما حدث في ايلات'.
واضاف 'نعتبر هذه الاتهامات محاولة للخروج من الازمة الاسرائيلية الداخلية'.
واكدت حركة حماس ايضا في بيان انها 'تنفي مسؤوليتها عن العملية التي حدثت صباح اليوم في منطقة ايلات'، مؤكدة ان 'سياسة الحركة هي ممارسة المقاومة انطلاقا من الأراضي المحتلة وفيها'.
لكنها اكدت انها 'حركة مقاومة وتؤمن بأن قانون وجود الاحتلال هو المقاومة ولا استرداد للحقوق إلا عبر مقاومة الاحتلال'.
واوضحت ان 'الاحتلال الصهيوني بممارساته العدوانية على الشعب الفلسطيني والمقدسات ولا سيما في شهر رمضان المبارك يعمل على استهداف مشاعر ملايين المسلمين، ومن حق المسلمين في العالم الانتقام لمقدساتهم وللدماء التي تنزف بيد العدوان الصهيوني'.
وجاء نفي حماس لعلاقتها بالتفجيرات بعد اتهام وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الخميس غزة بالوقوف وراء سلسلة الهجمات، متوعدا برد 'قوي'.
وقال باراك في بيان ان 'مصدر الهجمات الارهابية هو غزة وسنتحرك ضدهم بكل ما لدينا من قوة وتصميم'.
واضاف باراك ان الحادث يشير الى ضعف سيطرة مصر على صحراء سيناء حيث بدأت القوات المصرية عملية واسعة نهاية الاسبوع لتضييق الخناق على الجماعات المسلحة.
واشار باراك الى ان 'هذه هجمة ارهابية خطيرة جدا في العديد من الاماكن وتعكس ضعف السيطرة المصرية على سيناء وتوسع نشاط العناصر الارهابية هناك'.
واعلنت مصادر امنية اسرائيلية مقتل سبعة على الاقل من منفذي الهجمات الثلاث التي اودت بحياة سبعة اسرائيليين.
وقالت المصادر ان المهاجمين السبعة قتلوا في تبادل لاطلاق النار مع عسكريين اسرائيليين.
واكد مصدر امني في قطاع غزة ان حكومة حماس قامت باخلاء اغلب مواقعها الامنية تحسبا للرد الاسرائيلي على هذه الهجمات.
كذلك اعلنت حكومة حماس انها تبلغت من الجانب المصري اغلاق معبر رفح، وقال ايهاب الغصين المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة حماس ان 'الجانب المصري ابلغنا باغلاق معبر (رفح) وقاموا بارجاع المسافرين'.
ورفضت حركة الجهاد الاسلامي نفي او تأكيد مسؤوليتها عن هذه الهجمات.
وقال خضر حبيب القيادي في الحركة ان هذه العملية 'تأتي في سياق الدفاع عن النفس'، مؤكدا 'نحن في حركة الجهاد الاسلامي مع حق المقاومة لانه حق مكفول وكفلته كل الاعراف السماوية والانسانية'.
من ناحية أخرى، ذكرت وسائل إعلام عبريّة، نقلاً عن مصادر غربيّة، أنّ المخابرات الأردنيّة أبلغت الجانب الإسرائيليّ بأنّ هناك عملية فدائيّة على وشك الوقوع في الجنوب، وزادت قائلة' إنّ الأجهزة الأمنيّة في الدولة العبريّة كانت على علم بأنّ من أسمتهم بالإرهابيين يخططون لعملية في الجنوب'.
وأوضحت المصادر عينها أنّ الفدائيين نفذوا عمليات على مراحل: الأولى استهداف حافلة ركاب، والثانية استهداف حافلة أخرى وسيارات إسرائيليّة بواسطة صواريخ مضادة للدبابات، كما أنّ الخليّة الفدائيّة قامت بتفعيل متفجرات ضد قوات الجيش الإسرائيليّ على الحدود. ولفتت المصادر ذاتها إلى أنّه في الفترة الأخيرة تمكنت قوات الأمن الإسرائيليّة من إحباط العديد من العمليات الفدائيّة في الجنوب، ولكنّها فضلّت عدم النشر عنها. وأكدت المصادر الإسرائيليّة أنّ العملية الفدائيّة خرجت إلى حيّز التنفيذ بعد يومين على بدء العملية المصريّة، التي كان من بين أهدافها إلقاء القبض على أولئك الذين نفذوا عمليات تفجير أنبوب الغاز خمس مرات، كما زادت أنّه قبل عدّة أيام أصدر التنظيم الذي يُسمي نفسه القاعدة سيناء، بيانا جاء فيه أنّه سيقوم بعمليات أخرى لتفجير أنبوب الغاز في سيناء.
وتجددت الاشتباكات المسلحة قرب مدينة إيلات في جنوبي إسرائيل مساء الخميس وأسفرت عن إصابة جنديين إسرائيليين، جراح أحدهما خطيرة، فيما توعد باراك بتصعيد الهجمات ضد قطاع غزة.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن مسلحين في سيناء أطلقوا النار على الجنديين وأصابوهما، بينما دفع الجيش الإسرائيلي بقوات كبيرة إلى المكان لاستيضاح مصدر النيران.
وجرى إطلاق النار بينما كان يُعقد مؤتمر صحافي قرب موقع إطلاق النار بمشاركة وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك ورئيس أركان الجيش بيني غانتس وقائد الجبهة الجنوبية في الجيش اللواء طال روسو.
وقال مصدر عسكري إنه تم إطلاق النار على قوات كانت تقوم بعمليات بحث في المنطقة عن مسلحين.
وأشار غانتس بدوره إلى أن الهجمات لم تنته وأنه 'تجري أحداث ميدانية' لكنه امتنع عن إعطاء تفاصيل أخرى لأن صورة الوضع ليست واضحة بعد.
وقالت تقارير ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعقد مداولات خلال هذه الليلة، كما سيعقد اجتماعا لطاقم الوزراء الثمانية للتداول في تبعات الهجمات التي شنها مسلحون في جنوب إسرائيل ظهر امس بعدما تسللوا من سيناء وأسفرت عن مقتل 7 إسرائيليين وإصابة 30 آخرين.