بريطانيا تعلن عن مساعدة إنسانية عاجلة لليبيين والثوار ينفون قطع المياه عن طرابلس


أعلن وزير المساعدة البريطانية للتنمية أندرو ميتشل أن بلاده صرفت صرفت 3,4 ملايين يورو (4,9 ملايين دولار) كمساعدات انسانية عاجلة لآلاف الليبيين المتضررين من النزاع، مقتطعة من موازنة التنمية البريطانية.
وذكر ميتشل في بيان أن الدعم البريطاني الجديد للشعب الليبي، الذي يؤخذ من موازنة التنمية البريطانية، سيساهم بتوفير الفرق الطبية والأدوية لعلاج حوالى 5 آلاف جريح، وزيادة الطاقم الطبي المحلي المتخصص بالتقنيات الجراحية المتعلقة بإصابات الحرب.
كما يشمل الدعم البريطاني، المساعدة على إعادة جمع العائلات التي تشتت بسبب النزاع في ليبيا، ونقل القابعين تحت خطر كبير جراء القتال إلى مناطق أكثر أماناً، وتوفير الغذاء لقرابة 690 الف شخص والحاجيات المنزلية الضرورية لعدد مماثل أجبر على ترك منازله بسبب القتال.
وأشار البيان إلى ان الدعم البريطاني سيقدّم عن طريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ذات التواجد الدائم في طرابلس.
جاء ذلك فيما أكد محمود شمام أحد الناطقين باسم الثوار الليبيين في مؤتمر صحفي عقده في طرابلس، أن "السلطة انتقلت في العاصمة باسرع وقت ممكن على الاطلاق"، مقراً بأنه "من الطبيعي توقع بعض جيوب المقاومة بعد 42 عاما على حكم القذافي".
وأقر شمام بوجود جيوب مقاومة لكتائب القذافي بعد خمسة ايام على سيطرة الثوار على مقر القذافي في طرابلس.
واعتبر ان الطريق الساحلية بين طرابلس ومعبر راس جدير الحدودي مع تونس ستفتح ما ان تتوقف المعارك حول مدينة زوارة على بعد 90 كلم غرب العاصمة.
وسيطر الثوار على راس جدير. وهذه الطريق مهمة من اجل تزويد العاصمة بالمواد الغذائية لا سيما عشية عيد الفطر المتوقع حلوله بعد اربعة ايام.
لكن شمام نفى نفى ان تكون كتائب العقيد معمر القذافي قطعت المياه في طرابلس، وإن اعترف بوجود بعض المشكلات الفنية.
وانقطعت المياه عن عدد من احياء طرابلس، فيما اكد عامل في احد مستشفيات العاصمة ان المياه التي تجر الى طرابلس عبر انابيب ضخمة قطعت من منطقة جبل حسونة على بعد 700 كلم جنوب العاصمة.
وتحدث مهندس في فندق كورينثيا حيث ينزل صحفيون عن صعوبات في تزويد الفندق بالمياه واعتماده بشكل رئيسي على خزان ضخم.
من المواجهات
الهدوء بدأ يعود الى مناطق الاشتباكات

عودة الهدوء

وساد الهدوء العاصمة الليبية بعد ليلة سمع خلالها دوي بعض الانفجارات ورشقات الاسلحة الرشاشة في مختلف احيائها.
فبعد معارك كثيفة في الايام الاخيرة مكنت الثوار من السيطرة على معظم انحاء المدينة، يبدو ان المقاتلي الموالين للقذافي بدأوا يعتمدون استراتيجية الضربات المحدودة حيث يتحركون في جماعات صغيرة في مناطق متفرقة لابقاء الوضع متوترا، ثم يتوارون.
وقال عبد الحميد عقيل الذي يقود مجموعة من الثوار: "لا ندري اين يختبئ رجال القذافي".
واعلن الثوار الليبيون انهم سيطروا سيطرة "تامة" على مطار طرابلس الدولي وحرروا حي قصر بن غشير المجاور، لكنهم ما زالوا يخشون وجود قناصة وذلك غداة اطلاق نار على مرآب الطائرات في المطار.
وقال الثوار ان عملية "تنظيف" للقطاع المحيط بالمطار بدات صباحا، سمحت بالسيطرة على حي قصر بن غشير على بعد كيلومترين بعد مغادرة المقاتلين الموالين للنظام منه.
وفي قصر بن غشير، تجمعت حشود للاحتفال السبت ب"تحرير" الحي، وهي تردد خصوصا اناشيد الفرح بنهاية القذافي، كما افاد مراسل لوكالة فرانس برس.
واعلن مختار الاخضر قائد عملية "التنظيف" ان 60 الى 80 سيارة من كتيبة خميس القذافي، احد ابناء العقيد معمر القذافي، غادرت القطاع "مساء الجمعة وهي تفر نحو بني وليد. هذا ليس انسحابا تكتيكيا، لكنه فرار حقيقي".
واكد عدد كبير من السكان مغادرة قافلة سيارات عائدة لموالين للقذافي وهي تضم سيارات "لاند كروزر" و"بيك-آب مزودة باسلحة ثقيلة"، على حد رايهم. وتحدث اثنان من السكان ايضا عن "صاروخي سكود"، وهو ما اكده مقاتلون في صفوف الثوار.
وعمد مسلحون الى افراغ نيران بنادقهم في الهواء احتفالا بالنصر اضافة الى اطلاق نيران المضادات الجوية احيانا.
وعند الدوار في الحي، نحر سكان خروفاً للمناسبة.
وقال بشير الطيبي قائد الثوار المكلف شؤون المطار، ان مقاتلي القذافي اطلقوا الجمعة صواريخ وقذائف هاون على المطار ما ادى الى تدمير ثلاث طائرات مدنية واصابة اخرى.
واوضح الطيبي "لقد استهدفوا الطائرات تحديدا".
جاء ذلك فيما واصل حلف شمال الاطلسي (الناتو) الضغط على قوات القذافي بقصفه 15 آلية واربعة اهداف على الارض في الساعات ال24 الاخيرة في سرت مسقط رأس الزعيم الليبي المتواري عن الانظار.
وقال الحلف في نشرته اليومية انه دمر احدى عشرة آلية مسلحة وثلاث آليات عسكرية للمساندة اللوجستية وآلية مصفحة.
واضاف انه قصف ملجأين عسكريين ومركزا للمراقبة ومركزا للهندسة في المدينة التي تبعد 360 كلم شرق طرابلس.
وكانت وزارة الدفاع البريطانية اعلنت في بيان ان طائرات بريطانية قصفت الليلة الماضية حصنا كبيرا يستخدم كمقر قيادة في مدينة سرت.

مطاردة

أمام منزل عائشة
أحد الثوار امام منزل عائشة ابنة القذافي
وقال الثوار إنهم يطاردون القذافي، وإن جماعات مقاتلي المعارضة ستنضم تحت قيادة واحدة لتوحيد العمليات.
ولم تظهر إشارة إلى نهاية سريعة للصراع في ليبيا الذي قال المعارضون إنه لن ينتهي إلا عندما يعتقل القذافي حيا أو ميتا لكن المعارضون حققوا نصرا في مدينة رأس جدير عندما رفعوا علمهم على موقع حدودي مع تونس بعد اشتباكات مع قوات القذافي.
وضغط زعماء المجلس الوطني الانتقالي الذي يحظى بدعم من الغرب على حكومات أجنبية للافراج عن الاموال الليبية المجمدة في الخارج وحذروا من أن المجلس بحاجة عاجلة لفرض النظام وتوفير الخدمات لمواطني ليبيا الذين عانوا بسبب الصراع الذي اندلع قبل ستة أشهر كما عانوا من حكم الفرد لمدة 42 عاما.
ومع تردد قوى عالمية مثل الصين وروسيا والبرازيل عند رؤية الاوروبيين والاميركيين يسيطرون على بلد به أكبر احتياطيات نفطية في افريقيا، فإن رفض الاتحاد الافريقي الاعتراف بالمعارضة الليبية يبطيء من وتيرة الافراج عن الاموال الليبية المجمدة.
وقال محمود جبريل رئيس الحكومة الانتقالية في ليبيا إن الوقت قصير. وأضاف أثناء زيارة لتركيا إنه يجب تشكيل جيش وقوة شرطة قوية حتى يمكن تلبية احتياجات الليبيين وذكر أن الليبيين بحاجة إلى عاصمة وإلى أصول.
وقال جاكوب زوما رئيس جنوب افريقيا والمدافع القوي عن القذافي بعد اجتماع في أديس أبابا دعا فيه الاتحاد الافريقي كل الأطراف في الصراع إلى التفاوض من أجل السلام والعمل من أجل الديمقراطية إنه على الرغم من أن العديد من الدول الافريقية اعترف بالمجلس الوطني الانتقالي فإن الاتحاد لن يعترف به مادام القتال دائرا.
وإذا استمر الصراع في ليبيا فإن هناك مخاوف من امتداده إلى المناطق النائية في مالي والنيجر وتشاد وموريتانيا.
وقالت الجزائر إنها تعتقد أن جناح تنظيم القاعدة في شمال افريقيا يستغل بالفعل الفوضى في ليبيا وتداول كميات كبيرة من الاسلحة فيها.
وصرح مسؤولون بأن متمردا ماليا كبيرا سابقا يعتقد أنه تورط في تجارة الأسلحة المسروقة من ليبيا قتل في مالي.
وعلى الرغم من ذلك، فإن سيطرة الثوار على الموقع الحدودي في رأس جدير يفتح طريقا من جديد للمساعدات الانسانية والامدادات الاخرى القادمة من تونس إلى طرابلس التي انخفضت فيها مخزونات الأدوية والوقود.
وقال محمد العلاقي وهو محام عين في منصب وزير العدل لدى المجلس الوطني الانتقالي منذ عدة شهور بعد لقائه صحفيين أجانب في العاصمة إن المعارضة عليها إدارة شؤون البلاد فهي الان السلطة الشرعية.
ويؤكد قادة المجلس إنهم يريدون العمل مع جماعات معارضة أخرى انبثقت في وقت لاحق في الغرب ومع المعارضين الذين كانوا يؤيدون القذافي في السابق.
وقال كبير قادة المعارضين في طرابلس إنه تأكيدا على رسالة الوحدة، فإن مقاتلي المعارضة في طرابلس والذين جاءوا من كل أنحاء ليبيا ويعانون من انقسامات قبلية وإقليمية فيما بينهم اندمجوا جميعا تحت القيادة الموحدة لمجلس عسكري.
وعبر العلاقي عن ثقته بأن القذافي وحاشيته وأبناءه ومساعديه محاصرون وسيلقى القبض عليهم عما قريب. وقال إن المنطقة التي بها القذافي حاليا تحت الحصار لكنه أحجم عن قول المكان الذي يعتقد أن القذافي موجود فيه. وذكر أن المعارضين يراقبون المنطقة ويتعاملون معها.

الحدود الجزائرية

وأفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية نقلا عن مصدر في المعارضة، بأن قافلة من ست سيارات مرسيدس عبرت الحدود من ليبيا إلى الجزائر أمس. ومن المستحيل التأكد من صحة التقرير لكن الوكالة المصرية نقلت عن المصدر تكهنه بأن يكون مسؤولون ليبيون كبار أو القذافي نفسه وأبناؤه فروا من ليبيا في هذه السيارات.
وفي بنغازي قال أحمد باني المتحدث العسكري باسم المعارضة إن قصف سرت استهدف مخازن للذخيرة ومواقع لصواريخ سكود. وقال إن قتالا وقع حول مدينة بن جواد الي تقع على الطريق المؤدي إلى سرت.
وأضاف أن قادة المجلس الوطني الانتقالي على اتصال أيضا بشيوخ القبائل في سرت على أمل تجنب إراقة الدماء وقال إن سكان المدينة ربما ينتفضون بعد القصف.
وستكون مثل هذه المفاوضات مع شيوخ القبائل تحديا كبيرا أمام المعارضين مثل الأمن مع محاولة الحكام الجدد في ليبيا تلبية توقعات الشبان الذين أصبحوا يحملون السلاح للقضاء على الانقسامات العرقية والقبلية التي أججت الصراع.
وباستثناء إطلاق النار العشوائي في إطار محاولة مقاتلي المعارضة السيطرة على جيوب لقوات القذافيـ فإن العاصمة الليبية أصبحت أهدأ.
على صعيد آخر، اعلن السفير الليبي في البرازيل سالم الزبيدي دعمه وولاءه للمجلس الوطني الانتقالي الذي لا يزال يقاتل نظام معمر القذافي، موضحا انه سيبقى في منصبه.
واعلنت كوالالمبور اعترافها بالمجلس الوطني الانتقالي الذي شكله المتمردون في ليبيا.
وقال وزير الخارجية الماليزي حنيفة امان في بيان ان هذا البلد الذي يشكل المسلمون غالبية سكانه والواقع في جنوب شرق آسيا يعترف بالمجلس الوطني الانتقالي.