محلل إسرائيلى يدافع عن مبارك ويصف شباب الثورة بالغوغائيين


محلل إسرائيلى يدافع عن مبارك ويصف شباب الثورة بالغوغائيين


محاكمة مبارك محاكمة مبارك

تطاول المحلل السياسى الإسرائيلى الشهير فى الأوساط السياسية الإسرائيلية "شاؤول منشاه" على المصريين بشكل غير مقبول، حيث وصف الثوار الذين قاموا بثورة 25 يناير بمجموعة من "الغوغاء" يتحكمون فى البلاد.

وأضاف منشاه زاعما خلال تقرير مطول له نشرته الإذاعة العامة الإسرائيلية إن المنظر "المفجع" لمحاكمة الرئيس السابق "حسنى مبارك" وهو فى القفص وراء القضبان مضطجعا على سرير يدل على أن الجماهير التى تحكمت فى ميدان التحرير هم القضاة الحقيقيون، ويدل أيضا على أن القيادة العليا للقوات المسلحة المتمثلة فى المجلس العسكرى الحاكم خنعت لمطالب "الغوغاء" فى الانتقام والتشفى، على حد تعبيره.

وعدد المحلل السياسى الإسرائيلى ما سماه محاسن حكم مبارك خلال الـ 30 عاما الماضية قائلا: "مبارك ساهم فى حرب أكتوبر قائدا لسلاح الجو وكان له نصيب كبير إلى جانب السادات فى مداواة الكرامة والجرح بعد نكسة 1967، كما أنه حافظ على السلام كخيار استراتيجى وبهذا حقن دماء المصريين التى كانت ستهدر فى حروب ومغامرات طائشة، لم يستجب لتحريضات بعض الزعماء العرب لشن الحرب".

واستطرد منشاه فى مدحه لمبارك قائلا: "مبارك بسياسته الحكيمة استقطب المعونات الدولية، فالولايات المتحدة قدمت لمصر منذ العام 1979 مبلغ 62 مليار دولار ومعونات سخية من الاتحاد الأوروبى لم تدون بعد فى بيان رسمى، كما أنه حارب فى التسعينات إرهاب السلفيين والقاعدة فى مصر، وأصبح فى هذا المضمار مثلا يحتذى للدول التى تعانى من الإرهاب".

وأشاد المحلل الإسرائيلى بمساهمة مبارك مع 27 دولة فى حرب "عاصفة الصحراء" لتحرير الكويت من غزو صدام، وإعادة علاقات مصر مع الدول العربية بعد القطيعة بسبب توقيع مصر لاتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1979.

وطالب منشاة المطالبين برأس مبارك وكذلك القضاة بأن يضعوا هذه المكاسب فى كفة الميزان عندما يدينون مبارك ويحاكمونه، مضيفا "عليهم أن يدركوا أن مبارك ليس صدام حسين الذى خلف المقابر الجماعية، كما أنه ليس حافظ الأسد أو بشار الأسد قاتلى الشعب السورى، وليس القذافى الذى ذبح شعبه، كما أنه ليس عمر البشير سفاح دارفور".

وانتقد بشدة المحلل الإسرائيلى المفكرين والمثقفين العرب قائلا: "عليكم جميعا أن تصمتوا أيها المفكرين العرب فإن مبارك هو مهاتما غاندى إذا ما قورن بزعماء عرب آخرين".

وفى الوقت نفسه قال منشاه إنه بالرغم من محاسن مبارك إلا أن هناك بعد المآخذ التى توضع فى الحسبان ولكن هذه الأخطاء إذا وضعت فى كفة الميزان وفى الكفة الأخرى محاسن مبارك سترجح كفة محاسنه التى لا يمكن لأحد نكرانها، على حد زعمه.

وعن هذه الأخطاء قال المحلل الإسرائيلى قائلا: "لست هنا فى مجال الدفاع عن مبارك، فهذا ليس واجبى، فمن الواضح أن مبارك اقترف أخطاء عدة كان أبرزها أنه خلال 30 عاما حكم فيها البلاد فترة تكاد تكون خالية من الحروب، كان المفروض أن تسير مصر فيها نحو الأمام فى مجالات عدة كمكافحة الأمية الضاربة بجذورها بـ 30 مليون مصرى من مجموع الـ 85 مليون مصرى، بالإضافة إلى تحسن الخدمات الصحية وأن تحقق مصر انتعاشا فى مجالى الصناعة والزراعة، وأن ترفع مستوى المعيشة"، مضيفا أنه من المحزن أن لا يتجاوز أجر الحاصل على شهادة جامعية الـ 100 دولار شهريا فى عصر مبارك.

وأوضح المحلل السياسى المخضرم أن مبارك اقترف خطأ جسيما عندما استمر فى الحكم خمس فترات متتالية وكان يخطط للدخول فى الفترة السادسة، مضيفا أنه كان من الأفضل له ولمصر أن يتنحى بعد هذا الأمد الطويل من الحكم وأن يفسح المجال للآخرين.

وعدد منشاه أخطاء مبارك التى ارتكبها فى نهاية عصره التى كانت قد تنجيه من محاكمته الحالية إذا لم يرتكبها قائلا: "مبارك اقترف خطأ عندما سعى إلى توريث الرئاسة لابنه جمال وبذلك انخفض إلى مستوى شبيه بحافظ الأسد ووريثه نجله بشار"، مضيفا "مبارك أخطأ عندما رفض في بداية ثورة 25 يناير 2011 عرض اللجوء إلى السعودية معززا مكرما كما فعل زين العابدين الرئيس التونسى، لقد أصر على الرفض عندما قال أموت وادفن فى أرض مصر"، مضيفا أن المصريين لا يسمحون له أن يموت معززا مكرما.

وفى نهاية تقريره قال منشاه" الربيع للشعب المصرى ليسا فى محاكمة مبارك وإنما فى الإصلاحات، وليست هذه المحاكمة سوى جرعة من المخدرات تخدر إلى حين ومن بعدها تذهب السكرة وتعود الصحوة"، على حد تعبيره.