مصر تودع .. مارلين مونرو الشرق


مصر تودع .. مارلين مونرو الشرق
مصر تودع .. مارلين مونرو الشرق
هند رستم
فى موكب وداعى خرجت اليوم من مسجد السيدة نفسية بالقاهرة عقب صلاة الظهر جنازة الفنانة الكبيرة هند رستم التي توفيت مساء أمس عن عمر يناهز 82 عاما وذلك عقب إصابتها بأزمة قلبية حادة تم على إثرها نقلها إلى مستشفى البرج بمنطقة المهندسين حيث لاقت وجه ربها هناك.

و قد غاب عدد كبير من النجوم عن جنازة هند رستم التى شيعت بعد صلاة الظهر من جامع السيدة نفيسة حيث لم يحضر الجنازة سوى الفنانتان نادية لطفى و الهام شاهين والفنان سمير صبرى و اشرف عبد الغفور نقيب الممثلين و المنتج محسن علم الدين . 
وكانت الفنانة الراحلة قد شعرت منذ عدة أيام بأوجاع شديدة فى القلب فتم نقلها إلى العناية المركزة حتى استقرت حالتها, ومن الملفت أنه لم يقم أحد من الفنانين بزيارتها.
وأعلنت ابنتها الوحيدة بسنت في حينه أن حالة والدتها مستقرة وأنها ترفض السفر إلى الخارج للعلاج ولكن عاودتها أمس الآلام بشدة , فتم نقلها مرة أخرى إلى العناية المركزة ولكن هذه المرة فشل الأطباء فى إسعافها لترحل إلى مثواها الأخير.
وقد شكل خبر وفاتها صدمة لكل زملائها فى الوسط الفنى , حيث أعلن العديد من النجوم حزنهم عليها بمجرد علمهم برحيلها , حيث تقول الفنانة المعتزلة شمس البارودى هند رستم كانت فنانة وإنسانة لن تتكرر حيث قدمت معها فيلم " الراهبة " وكانت تعتبرنى مثل بسنت ابنتها.
أما إلهام شاهين فتقول إن وفاتها خسارة كبيرة للسينما المصرية فلم تكن فنانة عظيمة فقط , بل كانت أيضا إنسانة بمعنى الكلمة وكانت أمى الثانية فكانت تقف بجانب كل من يحتاج إليها , فعندما تجدنى حزينة بسبب أزمة ما كانت تخفف عنى.
أما الفنان محمود ياسين فيقول كانت فنانة عظيمة وإحدى علامات السينما المصرية , حيث قدمت أفلاما كثيرة من علامات السينما المصرية مثل " باب الحديد " " بين السما والأرض " كما قدمت أفلاما تدعو للوحدة الوطنية مثل " شفيقة القبطية " وهو من أوائل الأفلام التي كانت تدعو للوحدة بين المسلمين والمسيحيين.
ويقول الفنان نور الشريف إن الراحلة فنانة لن تتكرر وستظل من أهم النجمات فى تاريخ السينما المصرية فأعمالها إلى وقتنا الحالى مازلت محفورة فى أذهان المشاهدين مثل دور شفيقة فى فيلم "شفيقة القبطية".
أما الفنانة سهير رمزى فتقول إنها كانت فنانة عظيمة حيث كانت أول من قدمت أفلاما تدعو إلى الوحدة الوطنية, أما على المستوى الانسانى فكانت إنسانة طيبة للغاية.
وبالنسبة للنقاد فقد أكدوا أن وفاتها خسارة كبيرة للسينما المصرية , ففى البداية يقول الناقد الفنى طارق الشناوى إن وفاة هند رستم خسارة للسينما المصرية بكل المقاييس, فهى فنانة لن تتكرر وقد اعتزلت التمثيل وهى فى عز نجاحها وكانت دائما تمتلك روح المغامرة التى لم نجدها فى فنانات جيلها, كما أن لديها اعتزازا شديدا بكرامتها وهى جزء مهم فى تكوين الفنان وقدمت عددا من أهم أفلام السينما المصرية التى مازال المشاهدون يعشقونها حتى اليوم مثل فيلم "صراع فى النيل", "باب الحديد", و"بين السما والأرض".
أما الناقدة ماجدة خير الله فتقول إن هند رستم خسارة كبيرة للسينما لأنها قدمت أهم الأعمال التى تعتبر من علامات السينما المصرية سواء كانت بطولة مطلقة مثل "الراهبة" و"صراع فى النيل" وهذا الفيلم تجربة فريدة, لأنها قامت بتصوير معظم مشاهدها فى مركب صغير فى البحر.
من جهتها, تقول الناقدة ماجدة موريس إن هند رستم فنانة لن تتكرر, فعلى الرغم من ابتعادها عن السينما منذ سنوات عديدة, إلا أن مكانتها لم تتزحزح, ولم تأت ممثلة من الأجيال التى بعدها تغطى على أدائها أو تستطيع تقديم أدوار تترك أثرا على الجمهور
ولدت الفنانة الراحلة ناريمان حسين مراد الشهيرة باسم "هند رستم" في 11 نوفمبر 1929 بحي محرم بك بمدينة الإسكندرية لأم مصرية وأب من أصل تركي كان يعمل ضابط شرطة وتنقل في العمل بين القاهرة والإسكندرية حتى وصل إلى درجة لواء وكان محبوبا من أهالي المناطق التي خدم بها حيث كانت سيرته طيبة.
اما عن كيفيه دخولها مجال الفن فكان بالمصادفة حيث لم تكن تهوى التمثيل من الأساس , ولكنها كانت تهوى متابعة جميع الأفلام المعروضة فى السينما, وفى إحدى المرات تقابلت مع إحدى الفتيات فى سينما كوزموس في شارع عماد الدين وبعد الفيلم دعتها لأن تذهب معها لمكتب التمثيل لأن المكتب كان قد أعلن فى ذلك الوقت عن حاجته لفتيات للتمثيل وعندما ذهبت قابلها المخرج عز الدين ذو الفقار وكان وقتها مساعد مخرج فاعتقد انها ليست مصرية فسألها هل تجيدين العربية فقالت له أنا مصرية فرشحها فى دور صغير فى فيلم "غزل البنات" الذى قام ببطولته نجيب الريحانى, أنور وجدى, وليلى مراد وكان الدور عبارة عن مشهد صامت في أغنية " إتمخطري يا خيل " لمدة دقيقتين حيث كانت تركب الخيل خلف ليلى مراد وقد حصلت فى هذا الفيلم على 25 جنيه.
ولا يعرف الكثيرون أن الذى اختصر طريق الشهره أمام الفنانة الراحلة هند رستم هو الشبه الكبير بينها وبين الفنانه الامريكيه "مارلين" مونرو وذلك عندما قامت هند بصبغه شعرها باللون الاصفر فانتبه المخرجون لهذا الشبه العجيب فرشحوها فى ادوار رئيسيه لتنطلق بعدها بسنوات قليله الى عالم البطوله المطلقه وتتخطى جميع زميلاتها أمثال مديحه يسرى ومريم فخر الدين وفاتن حمامه حيث كان هؤلاء ابطالا فى السينما عندما كانت هى مجرد كومبارس صامت.
ولقب ملكه الاغراء الذي اشتهرت به الفنانة الراحلة هند رستم كان له واقعة طريفة معها فعندما قدمت فيلمى "الجسد وبنات الليل" و"صراع فى النيل "اطلق عليها الاعلامى الكبير مفيد فوزى لقب ملكه الاغراء فغضبت من هذا اللقب لانها فى ذلك الوقت كانت قد قدمت العديد من الادوار السينمائية المتنوعه.
وقد اعترفت هند رستم قبل وفاتها بعدة اشهر عن السبب الذى دفعها الى تقديم هذه النوعيه من الادوار وهو انها كانت تحاول انتقاد الأفلام التي كانت تقدمها فاتن حمامة وشادية وماجدة, في ذلك الوقت لأن كلها كانت أدوارا مكررة فلكل منهن شخصيتها التي كانت تتكرر في الأفلام لذلك كانت شخصية "بنات الليل" التي تم تقديمها في الفيلم انقلابا على ما هو موجود بالفعل.
وكان من المفترض ان تقوم هند رستم ببطوله فيلم ابى فوق الشجرة امام العندليب الاسمر عبد الحليم حافظ ولكنها رفضت الدور بسبب وجود العديد من المشاهد الساخنه بالفيلم وتقول هى عن ذلك وافقت عليه في البداية خصوصا انه كان سيجمعني مع عبدالحليم وكان الكاتب إحسان عبد القدوس قد كتب شخصية البطلة لي وعندما قرأتها لم أجد فيه سوى مشاهد ساخنه على الرغم من أنني كنت أريد له أن يعرض في توقيته, ليس فقط لأنني سأتعاون مع عبد الحليم, وإنما لأنه خلال العام نفسه كان سيعرض فيلم " الخروج من الجنة " مع فريد الأطرش.
وقد اعتزلت الفنانه الراحله هند رستم الفن عام 1973 وكان السبب الرئيسى الذى دفعها للاعتزال هو التفرغ لبيتها و زوجها الطبيب الراحل "محمد فياض" العالم المصري المتخصص في أمراض النساء والتوليد حيث قالت قبل وفاتها انه كان يستحق أن اعتزل من أجله لكى اوفر له البيئة الهادئة والإستقرار الأسري وبجانب ذلك كان هناك سبب اخر دفعها للاعتزال اعترفت به قبل وفاتها قائله " من الذكاء أن يعرف الفنان الوقت المناسب للانسحاب كما أن معايير السينما بدأت وقتها في التغير, خاصة وأنني تعبت كثيرا في آخر أفلامي من عدم الانضباط في المواعيد للممثلين وهو ما كان لا يحدث معي ومع فريد شوقي فكنا جميعا نصل إلى الاستوديوهات قبل موعد التصوير بفترة كبيرة.
اما مع بداية السبعينات وظهور جيل جديد بدأت معايير السينما في التغير لذا قررت ان اكتفي بما قدمت خاصة وأنني قدمت كل الشخصيات التي كنت أرغب في تجسيدها, ولم أجد أي شعور بالندم على خفوت الأضواء لأنني التي تركتها وليست هي التي تركتني وقد عادت الفنانه الراحله الى الاضواء مره اخرى بعد 37 عاما وكان ذلك العام الماضى مع الاعلامى محمود سعد وكان من المفترض ان يظهر وجهها على الشاشه لمده 5 دقائق فقط ولكن الحوار امتد لمده ساعتين وبالرغم من تغير ملامحها الا انها كان لديها الجرأه على مواجهه جمهورها.
وفى حياة الفنانة الراحلة هند رستم العديد من المواقف الطريفة كان ابرزها عندما اشتركت مع الفنان الراحل اسماعيل ياسين فى فيلم ابن حميدو عام 1957 وعند بدايه التصوير حدثت مشكله تسببت فى الغاء التصوير عدة أيام حيث كان الفنان احمد رمزى يغازلها فى المشاهد التى تجمعها به وهو الامر الذى كان يضايق مخرج الفيلم فطين عبد الوهاب فيتشاجر معه وفى النهايه يتم الغاء التصوير فشعر منتج الفيلم بالخسائر المتوقعة بسبب هند رستم فأرسل الى زوجه فطين عبدوالوهاب كما ارسل الى زوجه احمد رمزى الانجليزيه لكى يحضرا التصوير وهو الامر الذى دفع احمد رمزى وفطين عبدالوهاب الى التوقف عن مغازلتها خوفا من زوجتيهما.
الجدير بالذكر ان هند رستم تزوجت مرتين فقط الزيجه الاولى كانت من المخرج حسن رضا وانجبت منه ابنتها الوحيده بسنت اما زيجتها الثانيه فكانت من طبيب النساء محمد فياض وقد استمرت هذه الزيجه ما يقرب من 50عاما لم يفرق بينهما سوى الموت حيث كان فياض حريصا كل عام على الاحتفال بعيد زواجهما. والطريف فى حياه هند رستم ان والدها قاطعها عندما دخلت مجال الفن ولم يصالحها الا عندما اعتزلت .