رجال أعمال ينقلون ملايين الدنانير الليبية جوا لمصر


رجال أعمال ينقلون ملايين الدنانير الليبية جوا لمصر
للتصرف بها خوفا من سقوط نظام القذافي وانهيار العملة


عواصم ـ وكالات: شهدت صالات الوصول بمطار القاهرة الدولي الأيام الماضية ظاهرة جديدة تمثلت في قيام عدد من رجال الأعمال العرب والمصريين في نقل ملايين الدنانير الليبية من دول الخليج إلى مصر للتصرف فيها خوفا من سقوط نظام العقيد معمر القذافي وتعرض العملة الليبية إلى الإنهيار.
وقالت مصادر جمركية بالمطار إن 'رجال الأعمال قدموا فور وصولهم إلى القاهرة إقرارا بوجود الأموال معهم ويتم السماح بدخولها بصحبتهم طبقا لقانون النقد مع الركاب حيث لا بد من تقديم إقرار عن وجود عملات أجنبية في حالة زيادتها عن 10 آلاف دولار أو ما يعادلها من العملات الأخرى'.
وكان على طائرة واحدة هي الإماراتية القادمة من دبي سبعة ركاب يحملون ما يزيد على مليون دينار ليبي منهم رجل أعمال قدم إقرارا بوجود 290 ألف دينار ليبي وتم السماح بدخولها.
وقالت المصادر إن 'الظاهرة دفعتنا لنستعلم من الركاب القادمين عن سببها فقالوا بأن بعض التجار في دول الخليج يتخلصون من الأموال الليبية خاصة المطبوعة عليها صورة القذافي خوفا من الإلغاء بعد سقوطه خاصة في ظل تزايد التوقعات بحدوث ذلك قريبا وهروب بعض المقربين منه، وأن سعر الدينار الليبي إنخفض بشكل كبير وأنهم سيحاولون بيع الدنانير لعدد من رجال الأعمال الليبيين لاستخدامها في ليبيا سواء لشراء ممتلكات أو أراض أو معدات'.
الى ذلك ذكرت صحيفة فرنسية امس الخميس ان رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دو فيلبان اجتمع مع معارضين ليبيين ومبعوثين موالين لمعمر القذافي في تونس في محادثات استهدفت انهاء الصراع.
ودو فيلبان هو ثاني شخصية فرنسية خارج الحكومة تسعى للتوصل الى حل للصراع الليبي، بعد الفيلسوف البارز برنار هنري ليفي. ودو فيلبان منافس للرئيس نيكولا ساركوزي حيث أعلن عن خطط لخوض انتخابات الرئاسة التي ستجرى في عام 2012 .
وقالت صحيفة 'لو باريزيان' ان العضو السابق في حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية الذي يتزعمه ساركوزي كان في جزيرة جربة قبالة تونس في محادثات مع أطراف من الجانبين يوم الاثنين.
وقال دو فيلبان لصحيفة 'لو باريزيان'، 'كنت هناك بالفعل لكن لا يمكنني الادلاء بمزيد من التعليق لانه سيؤثر على فرص النجاح وفعالية هذه المحادثات.' وأضاف ان المحادثات كانت 'بالغة الصعوبة'.
وامتنعت وزارة الخارجية الفرنسية عن التعليق على ما وصفتها بأنها 'زيارات خاصة من شخصيات فرنسية للخارج'.
وزادت الضغوط على قوات القذافي في الايام الاخيرة فيما سيطرت قوات المعارضة على بلدتي الزاوية وغريان لتقترب أكثر من معقل الحكومة في طرابلس.
لكن قيادة المعارضة الليبية نفت اجراء أي محادثات مع القذافي سواء مباشرة أو غير مباشرة قائلة ان رحيله من البلاد غير قابل للتفاوض.
وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الشهر الماضي ان بامكان القذافي البقاء في ليبيا اذا تنحى عن السلطة، ملمحا الى الاستياء المتزايد في الغرب من الايقاع البطيء لتقدم قوات المعارضة. وتعهد ساركوزي بزيارة بنغازي لكنه لم يفعل ذلك.
وطلب رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمات المجتمع الدولي التعاون مع الشعب الليبي للتوصل إلى حل سياسي مرض لكل الأطراف في هذه المرحلة.
وقال في مؤتمر صحافي عقده امس الخميس بطرابلس ' نطلب من (منظمات) المجتمع الدولي وعلى رأسها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي أن تتعاون مع الشعب الليبي للوصول إلى حل سياسي مرض لكل الأطراف.. من جانبنا نحن كدولة وكحكومة حريصون على أن يتوقف إطلاق النار فورا من طرفنا'.
وقال المحمودي إن حكومته أكدت من البداية على أن الموقف الليبي لا يمكن حله إلا بالحوار والنقاش.
وعزا رئيس الوزراء الليبي تعقد الموقف إلى تدخل أطراف دولية، ما جعل تسوية الموقف سياسيا أمرا بعيد المنال ، لكنه شدد على أن النظام يريد تسوية الأزمة سلميا.
'في ظل رغبات شعبنا ورغبات الدولة الليبية نحن ما زلنا مصرين على أن الموضوع يتم عبر جلسات سلمية بالحوار الهادف للوصول لحل يخدم كل الإطراف.. وبالتالي نحن الآن نجري كل الاتصالات التي تمكنا من البدء في حوار سياسي يعالج هذه الأزمة.. والليبيون لديهم الرغبة الأكيدة لمعالجة هذه القضية سلميا'.