مصادر عسكرية: تصعيد المواجهة مع إسرائيل يصب فى مصلحة الجماعات التكفيرية

مع تصاعد المد الشعبى والسياسي الغاضب عقب استشهاد خمسة من قوات الأمن المصرية على الحدود عند طابا جنوب سيناء بنيران إسرائيلية والمطالبة برد فعل قوي وعنيف علي المستوي العسكرى والسياسي، حذر عسكريون من أن تشتيت التركيز علي اعادة فرض السيطرة والأمن إلى سيناء والتركيز بدلا من ذلك علي تصعيد مواجهة مع اسرائيل لن يصب الا فى مصلحة الجماعات التكفيرية التي تحاول فرض سيطرتها علي سيناء وخلق واقع جديد فى المنطقة يهدد الامن القومي المصرى.

وكشفت المصادر أن الجيش والمخابرات أعدوا خطة أمنية للتحرك لتطويق الوضع الامني المتدهور في سيناء عقب ثورة 25 يناير وبعد تكرار عمليات التخريب لمحطات ضخ الغاز ومهاجمة مراكز الشرطة لكن تواصل الاحتجاجات والمظاهرات والتي تصاعدت لقطع الطرق والمرافق الحيوية كان لها تأثير سلبى علي تأخير البدء فى الخطة ما ادى لتفاقم المشكلة في سيناء.

علي صعيد أخر اعرب اللواء عبد المنعم كاطو مستشار التخطيط بالشئون المعنوية للقوات المسلحة عن وجود تحالف ثلاثي بين الجماعات التكفيرية وأيران وحماس يصب فى فصل سيناء فى امارة اسلامية تريدها حماس امتدادا لغزة وتريدها ايران امارة شيعية كشوكة في ظهر مصر واسرائيل سويا. وقال كاطو ان ايران منزعجة من ان تتحول مصر لقوة بعد الثورة كما ينتظر وحماس كلما لاحت فرصة للتقارب مع فتح تصنع أزمة للتملص والتباعد.

واتهم كاطو جهاز امن الدولة سابقا بتدمير الوضع الامني وقال انه جند شباب سيناء لاختراق القبائل ودعمهم بتمويل ضخم اضعف سلطة الشيوخ لصالح الشباب، ولكن بعد ان سقطت الشرطة وانحلت امن الدولة اتجهوا للتحالف مع الخارجين علي القانون المقيمين في الجبال وتكونت بؤر مسلحة شرسة تنفذ الان المخططات التكفيرية.

وقال كاطو ان معلومات مخابراتية رصدت اتصالات وتنسيق بين عناصر خارجة عن القانون تعيش بجبال وسط سيناء  وعناصر كانت معتقلة وخرجت من السجون بعد الثورة وأضاف ان نحو  6الاف من ابناء سيناءتعرضوا للاعتقال علي مدى سنوات للاشتباة في ضلوعهم في عمليات ارهابية وقعت في دهب وشرم الشيخ منذ 2004 وان هؤلاء المعتقلين بعد الافراج عنهم تقارب جزء منهم مع العناصر الجهادية وشكلوا جماعات خارج السيطرة.

من جهة أخرى توجهت لجنة خاصة مساء السبت الي العريش يرأسها قائد الجيش الثانى وتضم بعض القادة العسكريين والمخابرات ومحافظ سيناء الحالي للاجتماع بعدد من شيوخ وشباب قبائل شمال سيناء لتطويق انشطة الجماعات المسلحة هناك والتي تعتمد بشكل كبير علي تجارة الانفاق والتهريب وتجارة الرقيق الابيض، ومن المقرر ان تزور لجنة خاصة شمال ووسط سيناء بعد انتهاء العمليات العسكرية للتنسيق مع القبائل لاقرار ترتيبات جديدة لأحكام السيطرة علي سيناء ووقف عمليات التسلل للعناصر الخارجة علي القانون.