الدبابات السورية تواصل قصف اللاذقية تركيا تنفي التخطيط لإقامة منطقة عازلة بريطانيا تعتبر ان الاسد فقد 'آخر ما تبقى من شرعيته التفاصيل من هنا

الدبابات السورية تواصل قصف اللاذقية تركيا تنفي التخطيط لإقامة منطقة عازلة
بريطانيا تعتبر ان الاسد فقد 'آخر ما تبقى من شرعيته'



عمان ـ نيقوسيا ـ انقرة ـ لندن ـ 'القدس العربي' ـ وكالات: واصل الجيش السوري قصف مدينة اللاذقية الساحلية لليوم الرابع على التوالي مما خلف عشرات القتلى، فيما قالت مصادر بوزارة الخارجية التركية إنه ليست هناك خطط لإقامة منطقة عازلة على الحدود مع سورية نافية تقريرا بثته قناة 'سي.إن.إن ترك' التلفزيونية في وقت سابق امس دون أن تذكر له مصدرا.
وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية ان حي الرمل (حيث يعيش لاجئون فلسطينيون) في مدينة اللاذقية يشهد اطلاق نار كثيفاً، كما تقوم قوات الامن بهدم المنازل. وبحسب شهود عيان فإن عمليات قنص تجري من فوق أسطح المنازل وتحديداً في شارع الغراف.
وقال احد السكان والذي يعيش قرب حيين سنيين بالمدينة لرويترز عبر الهاتف 'تقصف نيران كثيفة من البنادق والانفجارات حي الرمل الفلسطيني وحي الشعب هذا الصباح. هدأ الأمر وهناك صوت قذائف دبابات متقطعة الآن'.
وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية وهو جماعة للنشطاء أن ستة قتلوا في اللاذقية أمس مما يرفع عدد قتلى المدنيين في المدينة إلى 34 بينهم طفلة تبلغ من العمر عامين.
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) اعلنت الاثنين أن آلاف اللاجئين الفلسطينيين فروا من مخيم الرمل في اللاذقية جراء تعرضه للقصف.
وطالبت الوكالة الحكومة السورية بالسماح لممثليها بدخول المخيم. وقال الناطق غونيس لـ'بي بي سي' إن الوكالة 'ليست لديها معلومات عن مكان وجود الفارين في الوقت الحالي أو عدد النساء والأطفال بينهم'.
ووصف المتحدث الوضع في المخيم بأنه 'ينذر بالخطر' وإن 'الاشارات التي نتلقاها غير مشجعة، هناك سفن حربية تطلق النيران على مخيمات اللاجئين، وهناك قصف من البر على المخيمات ايضا'.
وقال ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لرويترز 'القصف يجري من خلال البوارج البحرية والدبابات على بيوت من الصفيح وعلى أناس لا مكان لهم يلجأون إليه ولا حتى أي ملجأ يستطيعون الاحتماء فيه من هذه الاعمال'. وأضاف 'هذه جريمة ضد الانسانية'.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض أن نحو 120 جندياً من الجيش السوري اقتحموا حي السكنتوري بمدينة اللاذقية الساحلية امس الثلاثاء، واعتقلوا العشرات.
وقال المرصد، ومقره بريطانيا، في بيان 'إن العملية الأمنية استمرت في حي الرمل الجنوبي وحي بستان ومسبح الشعب لليوم الثالث على التوالي'.
وأفادت الخارجية الأمريكية أمس أنه لا يمكنها تأكيد أن البحرية السورية قصفت اللاذقية، لكنها أقرت أن هناك مدفعية بالمدينة وإطلاق نار على أبرياء على نسق المجازر التي حصلت في أماكن أخرى من البلاد.
وقال اتحاد تنسيقيات الثورة، إن عدد القتلى في مدينة اللاذقية خلال ثلاثة أيام من القصف، ارتفع إلى 34، بينهم طفلة عمرها عامان، في خضمّ عمليات فرار جماعي من المدينة. وأفاد ناشطون بأن عدد الذين قتلوا في سورية على يد قوات الأمن منذ بداية رمضان حتى منتصف رمضان (يوم الاثنين الماضي) بلغ 360 قتيلاً.
وفي تطورات أخرى قالت مصادر للجزيرة إن ما لا يقل عن 12 شخصا قتلوا عندما أطلقت القوات السورية الرصاص على متظاهرين في مدينة حمص (وسط) عقب صلاة التراويح أمس. وكان المتظاهرون قد رددوا هتافات للتضامن مع اللاذقية وأخرى لإسقاط النظام.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن شخصين قتلا في باب السباع بمدينة حمص امس. وكان ما لا يقل عن 12 شخصا قد قتلوا بالمدينة عندما أطلقت القوات الرصاص على متظاهرين من الثوار عقب صلاة التراويح أمس الاول.
وفي دير الزور قال سكان إن الجيش سحب أسلحته المضادة للطائرات من المدينة، إلا أن حاملات الجند المدرعة ما زالت موجودة عند التقاطعات الرئيسية وان القوات المدعومة بالمخابرات العسكرية داهمت منازل وتبحث عن معارضين.
واقتحمت القوات السورية مدينة حماة التي شهدت حملة عنيفة شنها الجيش عام 1982 ، كما هاجمت مدينة دير الزور الشرقية والعديد من البلدات الواقعة في شمال غرب سورية في محافظة على الحدود مع تركيا.
وقال سكان في دير الزور إن الجيش سحب أسلحته المضادة للطائرات من المدينة إلا أن حاملات الجند المدرعة ما زالت موجودة عند التقاطعات الرئيسية وإن القوات المدعومة بالمخابرات العسكرية داهمت منازل وتبحث عن معارضين مطلوب القبض عليهم.
وقال أحد النشطاء في المدينة 'يبدو أن النظام عازم على تكسير عظام الانتفاضة في أنحاء البلاد هذا الأسبوع لكن الناس لا يرضخون. المظاهرات في دير الزور تستعيد قوتها'.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء امس الثلاثاء ان القوات السورية بدأت الانسحاب بعد 'تخليص المدينة من الجماعات المسلحة'.
ونفت وزارة الخارجية التركية تقريرا بأنها تعتزم إقامة شكل ما لمنطقة عازلة على الحدود مع سورية حيث تواصل القوات السورية حملتها مما دفع السكان للهرب الى تركيا.
ودعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا مرارا الأسد لوقف إراقة الدماء لكنه قال الأسبوع الماضي ان جيشه لن يكف عن تعقب 'الجماعات الارهابية'.
وحث وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو الأسد على وقف هذه العمليات العسكرية فورا وإلا سيواجه عواقب غير محددة.
وقال داوود أوغلو في أقوى تحذير توجهه أنقرة حتى الان لسورية جارتها التي كانت حليفة مقربة لها يوما ما 'هذه كلمتنا الأخيرة للسلطات السورية أول ما نتوقعه هو أن تتوقف هذه العمليات على الفور وبلا شروط'.
وزاد إحباط الزعماء الأتراك الذي حثوا الأسد مرارا على إنهاء العنف والسعي لتنفيذ إصلاحات. وأجرى داوود أوغلو محادثات مع الرئيس السوري في دمشق الأسبوع الماضي.
الى ذلك اعلن وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ الثلاثاء ان الرئيس السوري بشار الاسد 'يفقد بسرعة ما تبقى من شرعيته' في وقت صعد النظام السوري حملة القمع ضد الحركة الاحتجاجية المطالبة بسقوطه.
وقال هيغ في بيان 'حان الوقت ليتحرك الرئيس الاسد' استجابة للدعوات الى وقف العنف، مضيفا 'انه يفقد بسرعة آخر ما تبقى من شرعيته، عليه وقف العنف فورا'.